نشأة الجمعية و أهدافها

نشأة الجمعية
لم يكن بالمنوفية حتى أواخر القرن التاسع عشر من مؤسسات تعليمية سوى الكتاتيب التى تعنى بتحفيظ القرآن الكريم والتأهيل للالتحاق بالأزهر الشريف ، ومدرسة ابتدائية وحيدة تابعة لمجلس المديرية فى مدينة شبين الكوم عاصمة المحافظة لم تكن تكفى لنشر التعليم فى ربوع المحافظة إذ ظل الانتقال فى أرجائها يعتمد على الدواب حتى منتصف القرن العشرين فكان يشق على التلاميذ الانتقال إلى مقر تلك المدرسة ، ولذا اجتمع لفيف من كبار ملاك الأراضى الزراعية بالمنوفية عام 1892 وقرروا إنشاء جمعية أطلقوا عليها إسم " المساعى المشكورة " واتخذوا لها مقرا رئيسيا بمدينة شبين الكوم ، وجعلوا الهدف الرئيسى من إنشائها العمل على نشر التعليم على أرض المحافظة لإتاحته للكادحين وذوى الموارد المحدودة الذين يستحيل عليهم الاغتراب طلبا للعلم. وقد قامت الجمعية بإنشاء مدرسة ابتدائية فى عاصمة كل مركز من المراكز الإدارية الخمسة التى كانت تضمها المحافظة آنذاك ، وعبرت الجمعية عن وعى رشيد سابق لعصره حين افتتحت مدرسة البنات الابتدائية بشبين الكوم 1899 فى مجتمع زراعى تحكمه تقاليد صارمة تحد من حركة الفتاة ، وكانت الدراسة بهذه المدرسة داخليـــــة ، فكانت المدرسة الثانية لتعليم الفتيات فى مصر كلها بعد المدرسة السنية التى أنشأها الخديو إسماعيل بالقاهرة . وفى عام 1904 افتتحت الجمعية مدرستها الثانوية للبنين بمدينة شبين الكوم . لاستقبال تلاميذ المدارس الابتدائية الخمس التابعة لها . فكانت هذه المدرسة هى الخامسة على مستوى الدولة وكان لهذه المدرسة دور بارز فى تأهيل المتميزين من طلابها للالتحاق بالجامعة المصرية منذ كانت جامعة أهلية وفى مدارس التعليم العالى المختلفة فى أوائل القرن العشرين . وقد بلغت نسبة التلاميذ عام 1907 فى مدارس الجمعية الابتدائية 15% من مجموع تلاميذ هذه المدارس على مستوى الدولة وبلغت نسبة التعليم فى المدرسة الثانوية 11% من مجموع الطلبة فى مدارس مصر كلها . وظلت مدارس الجمعية وحدها حاملة لواء التعليم والتنوير على أرض المنوفية دون مزاحم حتى منتصف الأربعينيات من القرن العشرين ، إذ لم يكن للدولة حتى ذلك الحين ـ بمواردها المحدودة فى ظل الاحتلال البريطانى ـ مدرسة ابتدائية أو ثانوية على أرض المنوفية ، وعندما أخذت الدولة بنظام مجانية التعليم عام 1950 ، ولأن التعليم الحكومى حتى ذلك التاريخ كان تعليما جيدا هبطت أعداد المتقدمين إلى مدارس الجمعية باعتبارها مدارس تعليم خاص بمصروفات ، وكان هبوطا حادا لا تستطيع معه الجمعية الاستمرار فى أداء مهمتها بالمجان لكافة المتقدمين إليها ، فتنازلت عن المدارس إلى وزارة المعارف العمومية عام 1958 بغير مقابل وكل ما اشترطته فى عقد التنازل أن تبقى المدارس حاملة لاسم " المساعى المشكورة " . وقد أدى توقف الجمعية عن ممارسة نشاطها في خدمة التعليم إلى خمود الجذوة المتألقة لشهرتها في المجتمع بصفة عامة وفي مجتمع المنوفية بصفة خاصة فاتجهت إلى العمل في مجال رعاية الطفولة والأسرة بإنشاء دور الحضانة بمختلف مدن المحافظة حفاظًا على وجود الجمعية ثم أنشأت بيتًا لإيواء طلبة كلية الهندسة الإلكترونية بمنوف 1967 وهي الكلية الوحيدة في هذا التخصص على مستوى الجمهوريةومن ثم يفد إليها الطلاب من أقصى الشمال وأقصى الجنوب وهذا البيت عبارة عن عمارة كاملة من عشر شقق وكان أسبق في الوجود من المدينة الجامعية ويفضلها فى مستوى الخدمات التي يقدمها بشهادة السادة رؤساء الجامعة . وفي عام 1992 كانت الجمعية قد استكملت مائة عام من عمرها المديد بإذن الله فكان هذا العام إيذانا بإشراقة فجر جديد للجمعية حيث قررت الاحتفال بعيدها المئوي وتوجيه الدعوة للسيد الرئيس محمد حسني مبارك لتشريف هذا الاحتفال بوصفه خير من خرجتهم مدارسها وليكون هذا الاحتفال بداية البعث من رقدة طال مداها .
أهداف الجمعية
  • نشر التعليم والثقافة بدائرة المحافظة .
  • القيام بالخدمات الثقافية والتعليمية والدينية بدائرة المحافظة .
  • رعاية الطفولة والأمومة بإنشاء دور الحضانة وغير ذلك من الوسائل .
  • نشر الوعي البيئي عن طريق الندوات العامة والنشرات والمشروعات لتحسين البيئة والإشراف على تنفيذها كتجارب في بعض المواقع ثم تعميمها .
  • إنشاء المدارس والتبرع بالأراضي لهيئة الأبنية التعليمية فى جميع أنحاء المحافظة لإقامة مدارس الخطة عليها .
  • رعاية الطلبة الأيتام والمحاجين بجامعة المنوفية .
  • تنمية روح الانتماء لدى أعلام محافظة المنوفية وأوائل طلبة جامعتها من أبناء المنوفيين بتكريمهم فى يوم الوفاء والجزاء سنويا .
  • رعاية حفظة القرآن الكريم وإنشاء معاهد القراءات لإعداد المحفظين وبصفة خاصة دعم المشروع الذى تتولاه لجنة الزكاة بمدرسة الشهيد أحمد عبد الدايم بشبرابخوم التابعة لبنك ناصر الاجتماعى .
  • الاشتراك فى المؤتمرات والدراسات والمشروعات المتصلة بأنشطة الجمعية ـ فى الداخل والخارج.